هذا بعض مما قاله الجاحظ في وصف النبيذ في رسالته (اضغط هنا لمشاهدة النسخة الكاملة) المشهورة أرسلها إلى صاحبه "الحسن بن وهب" : وسأصف لك شرفَ النبيذ في نفسه، وفضيلته على غيره، ثم أصف فضل شرابك على سائر الأشربة، كما أصف فضلَ النبيذ على سائر الأنبذة، لأن النبيذ إذا تمشى في عظامك، والتبسَ بأجزائك، ودب في جنانك، منحك صدق الحس، وفراغ النفس، وجعلك رخي البال، خلي الذراع، قليل الشواغل، قريرَ العين، واسعَ الصدر، فسيح الهمم حسن الظن. ثم سد عليك أبواب التهم، وحسن دونك الظن وخواطر الفهم. وكفاك مئونة الحراسة، وألم الشفقة، وخوف الحدثان، وذل الطمع وكد الطلب، وكل ما اعترض على السرور وأفسد اللذة، وقاسم الشهوة، وأخل بالنعمة.
وهو الذي يرد الشيوخ في طبائع الشبان، ويردُ الشبان في نشاط الصبيان، وليس يخاف شاربه إلا مجاوزة السرور إلى الأشر، ومجاوزة الأشر إلى البطر.
و اضاف قائلا : "وإن التاج بهي وهو في رأس الملوك أبهى، والياقوتَ الكريم حسنٌ وهو في جيد المرأة الحسناء أحسن، والشعر الفاخر حسن وهو من في الأعرابي أحسن. فإن كان من قول المنشد وفريضه، ومن نحته وتحبيره، فقد بلغ الغاية وأقام النهاية.
وهذا الشرابُ حسنٌ وهو عندك أحسن، والهدية منه شريفةٌ وهي منك أشرف.
وإن كنتَ قدرتَ أني إنما طلبته منك لأشربه أو لأسقيه، أو لأهبه، أولأتحساه في الخلا، أو أديره في الملا أو لأنافس فيه الأكفاء، وأجتر زيادة الخلطاء، أو لأبتذله لعيون الندماء، أو أعرضه لنوائب الأصدقاء فقد أسأت بي الظن، وذهبت من الإساءة بي في كل فن، وقصرت به فهو أشد عليك، ووضعتَ منه فهو أضر بك.
وإن ظننت أني إنما أريده لأطرف به معشوقة، أو لأستميل به هوى ملك، أو لأغسل به به أوضار الأفئدة، أو أداوي به خطايا الأشربة، أو لأجلو به الأبصار العلية، وأصلح به الأبدان الفاسدة، أو لأتطوع به على شاعر مُفلق أو خطيب مصقع، أو أديب مدقع، ليفتق لهم المعاني، وليخرج المذاهب، ولما في جانبهم من الأجر، وفي أعناقهم من الشكر، ولينفضوا ما قالت الشعراء في الحمد، وليرتجعوا ما شاع لهم من الذكر، فإني أريد أن أضع من قدرها، وأن أكسر من بالها، فقد تاهت وتيه بها. أو لأن أتفاءل برؤيته وأتبرك بمكانه، وآنس بقربه، أو لأشفى به الظلماء، أو أجعله إكسير أصحاب الكيمياء، أو لأن أذكرك كلما رأيته، وأداعبك كلما قابلته أو لأجتلب به اليسر وأنفى العسر. ولأنه والفقر لا يجتمعان في دار، ولا يُقيمان في ربع. ولأتعرف به حسن اختيارك، وأتذكر به جودة اجتنابك. أو لأن أستدل به على خالص حبك، وعلى معرفتك بفضلي، وقيامك بواجب حقي- فقد أحسنت بي الظن، وذكرت من الإحسان في كل فن. بل هو الذي أصونه صيانة َ الأعراض، وأغار عليه غيرة الأزواج.
واعلم أنك إن أكثرت لي منه خرجتُ إلى الفساد، وإن أقللتَ أقسمت على الاقتصاد، وأنا رجلٌ من بني كنانة،وللخلافة قرابة، ولي فيها شفعة، وهم بعد جنس وعصبة، فأقل ما أصنع إن أكثرت لي منه أن أطلبُ المُلك، وأقل ما يصنعون بي أن أنفى من الأرض. فإن أقللتَ فإنك الولدُ الناصح، وإن أكثرتَ فإنك الغاش الكاشح. والسلام."
هذا هو احد موروثاتنا العربية الجميلة التي خطها عقل و احساس جميل للاديب الجاحظ و التي تمنع عنا و عن الاطلاع عليها بفضل زمرة الخمة اولاد القحبة المتشددين
فسلامي للجاحظ امير الرسائل و سلامي للنبيذ و لكم ،،، سلامي لكل الشاربين و الجاحظيين و سلامي لباقي المسلمين الشاربين منهم و الناكرين و هم في الاصل متخفيين
وهو الذي يرد الشيوخ في طبائع الشبان، ويردُ الشبان في نشاط الصبيان، وليس يخاف شاربه إلا مجاوزة السرور إلى الأشر، ومجاوزة الأشر إلى البطر.
و اضاف قائلا : "وإن التاج بهي وهو في رأس الملوك أبهى، والياقوتَ الكريم حسنٌ وهو في جيد المرأة الحسناء أحسن، والشعر الفاخر حسن وهو من في الأعرابي أحسن. فإن كان من قول المنشد وفريضه، ومن نحته وتحبيره، فقد بلغ الغاية وأقام النهاية.
وهذا الشرابُ حسنٌ وهو عندك أحسن، والهدية منه شريفةٌ وهي منك أشرف.
وإن كنتَ قدرتَ أني إنما طلبته منك لأشربه أو لأسقيه، أو لأهبه، أولأتحساه في الخلا، أو أديره في الملا أو لأنافس فيه الأكفاء، وأجتر زيادة الخلطاء، أو لأبتذله لعيون الندماء، أو أعرضه لنوائب الأصدقاء فقد أسأت بي الظن، وذهبت من الإساءة بي في كل فن، وقصرت به فهو أشد عليك، ووضعتَ منه فهو أضر بك.
وإن ظننت أني إنما أريده لأطرف به معشوقة، أو لأستميل به هوى ملك، أو لأغسل به به أوضار الأفئدة، أو أداوي به خطايا الأشربة، أو لأجلو به الأبصار العلية، وأصلح به الأبدان الفاسدة، أو لأتطوع به على شاعر مُفلق أو خطيب مصقع، أو أديب مدقع، ليفتق لهم المعاني، وليخرج المذاهب، ولما في جانبهم من الأجر، وفي أعناقهم من الشكر، ولينفضوا ما قالت الشعراء في الحمد، وليرتجعوا ما شاع لهم من الذكر، فإني أريد أن أضع من قدرها، وأن أكسر من بالها، فقد تاهت وتيه بها. أو لأن أتفاءل برؤيته وأتبرك بمكانه، وآنس بقربه، أو لأشفى به الظلماء، أو أجعله إكسير أصحاب الكيمياء، أو لأن أذكرك كلما رأيته، وأداعبك كلما قابلته أو لأجتلب به اليسر وأنفى العسر. ولأنه والفقر لا يجتمعان في دار، ولا يُقيمان في ربع. ولأتعرف به حسن اختيارك، وأتذكر به جودة اجتنابك. أو لأن أستدل به على خالص حبك، وعلى معرفتك بفضلي، وقيامك بواجب حقي- فقد أحسنت بي الظن، وذكرت من الإحسان في كل فن. بل هو الذي أصونه صيانة َ الأعراض، وأغار عليه غيرة الأزواج.
واعلم أنك إن أكثرت لي منه خرجتُ إلى الفساد، وإن أقللتَ أقسمت على الاقتصاد، وأنا رجلٌ من بني كنانة،وللخلافة قرابة، ولي فيها شفعة، وهم بعد جنس وعصبة، فأقل ما أصنع إن أكثرت لي منه أن أطلبُ المُلك، وأقل ما يصنعون بي أن أنفى من الأرض. فإن أقللتَ فإنك الولدُ الناصح، وإن أكثرتَ فإنك الغاش الكاشح. والسلام."
هذا هو احد موروثاتنا العربية الجميلة التي خطها عقل و احساس جميل للاديب الجاحظ و التي تمنع عنا و عن الاطلاع عليها بفضل زمرة الخمة اولاد القحبة المتشددين
فسلامي للجاحظ امير الرسائل و سلامي للنبيذ و لكم ،،، سلامي لكل الشاربين و الجاحظيين و سلامي لباقي المسلمين الشاربين منهم و الناكرين و هم في الاصل متخفيين
هناك 6 تعليقات:
كلام جميل جدا , تحياتى على البوست اللذيذ :)
بانتظار الحلقة الثانية من مسلسل النبيذ :)
أثاريك طلعت جاحظي
انا جاحظي
خاااااااااااااالللللللللللص
من زمان ماكتبت عسى المانع خير.
ياخوي صيفت علينا وقلنا نسلم عليك ونهنيك بعيد الحب مؤخرا
إرسال تعليق